ذكرياتي في الولايات
04 / 11 / 2009 12:59:00
حجم الخط:
المدينة عرب... الحلقة (30)
شمس الدين حسن الخليفة
[سراية الشايقاب]
هي أحد المساكن التي سبق أن ذكرت أنها بنيت لمفتش الغيط بمشروع الجزيرة والتي تقام داخل مساحة قدرها السراية لسكن ضابط الصحة بمجلس ريفي المدينة عرب. وفي عام 1958م سكنت أنا بها عشرة أفدنة وقد خصصت هذه السراية عندما تم نقلي من جنوب دارفور. وأود أن أتحدث هنا عن الجانب الاجتماعي لهذه.
كانت سراية الشايقاب ملتقى للأصدقاء والزملاء من ضباط ومفتش الصحة ومفتش الغيط وموظفي تفاتيش و المشروع و ولها ذكريات جميلة عن الأمسيات الحلوة المعلمين والإخوة من المزارعين.
وممن كانوا روادها مهندس النقل الميكانيكي بالمناقل عوض حسن، ومصطفى أبكر، والسائق علي إبراهيم وكان ذا صوت جميل ويحفظ جميع الأغاني لجميع الفنانين بالإضافة لعدد كبير من أغاني التراث كما كان من المداومين على الحضور سيد أحمد الحاج ضابط الصحة بالمناقل، ومبارك عباس الضابط التنفيذي بالمحيريبا وعبد الرحمن سلمان ومولانا ساتي المهدي. وكان الإخوة من المدينة عرب يفضلون الاحتفال بمناسباتهم بسراية الشايقاب.
ومما أذكره زيارة الأستاذ أحمد علي أحمد حامد (ربيعرئ قد لاحظ الشقلبة في مدني وحنتوب، إذ أن حنتوب هي المفروض أن يقال عنها إنها قصاد مدني.
وقد زارنا ذات مرة الأستاذ البروف مبارك حسن الخليفة فأردنا أن نجمعه بالأستاذ صلاح عووضة الذي كان يعرف في نيالا باسم الناظر.
فذهبت إلى حي الموظفين بمدني وتركت له دعوة باسم الناظر، على أساس أن يتصل بنا كي نذهب لإحضاره لسراية الشايقاب، ولم أكن أعلم أن اسم الناظر هنالك كان يطلق على الناظر قجة، فذهبت الدعوة إليه وفوجئنا بعربة التاكسي تقف داخل حرم السراية وينزل منها قجة، ولكن للأسف لم يكن بيننا من يعرفه، فكانت مفاجأة جميلة.
وذات مرة اتصل بي الإخوان إبراهيم المنا، وحامد شرف الدين، ولم يكن عندي ما أقدمه لهما في العشاء سوى بعض المعلبات فعلق المنا قائلاً (ود المقدرة البعزم على المافيش).
ومن القصص اللطيفة أن أحد الأصدقاء من الضباط التنفيذيين تم نقله من المناقل إلى خارج منطقة الجزيرة، وكان ذلك في موسم الخريف، وفي الطريق إلى مدني للحاق بالقطار أصر على أن يزور سرايا الشايقاب وألا يستأنف الرحلة إلى محطة السكة الحديد إلا بعد أن يستمع إلى أغنية (سمسم القضارف) التي كنا نختتم بها أي جلسة وبالرغم من أنه أتانا في وقت مبكر إلا أننا اضطررنا لأن نغنيها له كي لا تفوته الرحلة.
كان في السراية سلم خشبي يقود إلى السطوح حيث كنت أنام في ليالي الصيف هرباً من الحر ومن ذبابة الرمل. وذات مرة تعب أحد الإخوان فاقتدناه إلى السطوح وتركنا بجانبه فانوساً، حتى إذا ما استيقظ عرف أين هو ولم يقع من السطوح ومنذ تلك الأمسية أطلق عليه اسم أبو فانوس.
ولا أنسى العم يحيى كاتب ناظر الشايقاب الذي كان يغني يا شماتي والعزال.. أمرحوا بي وقاف الحال) أخيراً أود أن أسجل هنا أن أول من سكن بهذه السراية هو السيد النور محمد نور الهدى عندما كان ضابط الصحة. وكانت نهايتها على يدي عندما بني المجلس منزلاً لضابط الصحة بالمدينة عرب.
مجتبى ودشوين في 06 / 12 / 2009 02:15:01
الشايقاب تاريخ وحضارة
أستاذنا الجليل
انك بتسليطك الضو على سراية الشايقاب تعيد للوجود صفحات مهمة من تاريح البلاد واقترح عليك ان تدون هذه الذكرات جميعاً في كتاب ينهل منه طلاب المعرفة والباحثون
قيم هذا المقال
04 / 11 / 2009 12:59:00
حجم الخط:
المدينة عرب... الحلقة (30)
شمس الدين حسن الخليفة
[سراية الشايقاب]
هي أحد المساكن التي سبق أن ذكرت أنها بنيت لمفتش الغيط بمشروع الجزيرة والتي تقام داخل مساحة قدرها السراية لسكن ضابط الصحة بمجلس ريفي المدينة عرب. وفي عام 1958م سكنت أنا بها عشرة أفدنة وقد خصصت هذه السراية عندما تم نقلي من جنوب دارفور. وأود أن أتحدث هنا عن الجانب الاجتماعي لهذه.
كانت سراية الشايقاب ملتقى للأصدقاء والزملاء من ضباط ومفتش الصحة ومفتش الغيط وموظفي تفاتيش و المشروع و ولها ذكريات جميلة عن الأمسيات الحلوة المعلمين والإخوة من المزارعين.
وممن كانوا روادها مهندس النقل الميكانيكي بالمناقل عوض حسن، ومصطفى أبكر، والسائق علي إبراهيم وكان ذا صوت جميل ويحفظ جميع الأغاني لجميع الفنانين بالإضافة لعدد كبير من أغاني التراث كما كان من المداومين على الحضور سيد أحمد الحاج ضابط الصحة بالمناقل، ومبارك عباس الضابط التنفيذي بالمحيريبا وعبد الرحمن سلمان ومولانا ساتي المهدي. وكان الإخوة من المدينة عرب يفضلون الاحتفال بمناسباتهم بسراية الشايقاب.
ومما أذكره زيارة الأستاذ أحمد علي أحمد حامد (ربيعرئ قد لاحظ الشقلبة في مدني وحنتوب، إذ أن حنتوب هي المفروض أن يقال عنها إنها قصاد مدني.
وقد زارنا ذات مرة الأستاذ البروف مبارك حسن الخليفة فأردنا أن نجمعه بالأستاذ صلاح عووضة الذي كان يعرف في نيالا باسم الناظر.
فذهبت إلى حي الموظفين بمدني وتركت له دعوة باسم الناظر، على أساس أن يتصل بنا كي نذهب لإحضاره لسراية الشايقاب، ولم أكن أعلم أن اسم الناظر هنالك كان يطلق على الناظر قجة، فذهبت الدعوة إليه وفوجئنا بعربة التاكسي تقف داخل حرم السراية وينزل منها قجة، ولكن للأسف لم يكن بيننا من يعرفه، فكانت مفاجأة جميلة.
وذات مرة اتصل بي الإخوان إبراهيم المنا، وحامد شرف الدين، ولم يكن عندي ما أقدمه لهما في العشاء سوى بعض المعلبات فعلق المنا قائلاً (ود المقدرة البعزم على المافيش).
ومن القصص اللطيفة أن أحد الأصدقاء من الضباط التنفيذيين تم نقله من المناقل إلى خارج منطقة الجزيرة، وكان ذلك في موسم الخريف، وفي الطريق إلى مدني للحاق بالقطار أصر على أن يزور سرايا الشايقاب وألا يستأنف الرحلة إلى محطة السكة الحديد إلا بعد أن يستمع إلى أغنية (سمسم القضارف) التي كنا نختتم بها أي جلسة وبالرغم من أنه أتانا في وقت مبكر إلا أننا اضطررنا لأن نغنيها له كي لا تفوته الرحلة.
كان في السراية سلم خشبي يقود إلى السطوح حيث كنت أنام في ليالي الصيف هرباً من الحر ومن ذبابة الرمل. وذات مرة تعب أحد الإخوان فاقتدناه إلى السطوح وتركنا بجانبه فانوساً، حتى إذا ما استيقظ عرف أين هو ولم يقع من السطوح ومنذ تلك الأمسية أطلق عليه اسم أبو فانوس.
ولا أنسى العم يحيى كاتب ناظر الشايقاب الذي كان يغني يا شماتي والعزال.. أمرحوا بي وقاف الحال) أخيراً أود أن أسجل هنا أن أول من سكن بهذه السراية هو السيد النور محمد نور الهدى عندما كان ضابط الصحة. وكانت نهايتها على يدي عندما بني المجلس منزلاً لضابط الصحة بالمدينة عرب.
مجتبى ودشوين في 06 / 12 / 2009 02:15:01
الشايقاب تاريخ وحضارة
أستاذنا الجليل
انك بتسليطك الضو على سراية الشايقاب تعيد للوجود صفحات مهمة من تاريح البلاد واقترح عليك ان تدون هذه الذكرات جميعاً في كتاب ينهل منه طلاب المعرفة والباحثون
قيم هذا المقال
